أرشيف

تصعيد لمظاهر التوتر في عمران وتعز

تشهد محافظة عمران، الواقعة إلى الشمال من العاصمة اليمنية صنعاء تصعيداً غير مسبوق لمظاهر التوتر والتحفز المسلح من قبل القوات الحكومية الموالية للنظام والقوات المنشقة بقيادة اللواء حميد القشيبي، أحد القادة العسكريين الموالين لقائد المنطقة الشمالية والغربية وقائد الفرقة الأولى مدرع، اللواء على محسن الأحمر عقب مصرع قائد أمن المجمع الحكومي الذي يعد أحد ضباط اللواء 310 الموالي للثورة الشبابية والشعبية على النظام .


 

وأكدت مصادر محلية بعمران في تصريحات ل”الخليج” أن توجسات متصاعدة من اندلاع شرارة مواجهات مسلحة واسعة النطاق بين قوات الحرس الجمهوري المتمركزة في العديد من المناطق بعمران والقوات التابعة للواء الأول مدرع التي يقودها اللواء حميد القشيبي، المنشق عن النظام إثر اتهام الأخير لقيادة قوات الحرس الجمهوري بالوقوف وراء عملية اغتيال العميد إسماعيل الغرباني قائد المجمع الحكومي وأحد ضباط اللواء310 الموالي للثورة الشبابية .


 

وأشارت المصادر إلى أن القوات الحكومية بادرت إلى تعزيز المواقع والثكنات العسكرية التي تتمركز فيها والمقابلة لمواقع الثكنات التي ترابط فيها القوات المنشقة بأرتال إضافية من الدبابات والسيارات المصفحة إلى جانب نصب العديد من المدافع في أنحاء متفرقة من هذه الثكنات، كما أحكمت سيطرتها على منفذ “الأزرقين” الذي يربط عمران بالعاصمة صنعاء بالترافق مع تعزيزات مماثلة بادرت إلى اتخاذها القوات المنشقة التي تشهد منذ يوم أمس الأول حالة استنفار غير مسبوقة في صفوف قواتها .


 

من جهة أخرى تصاعدت حدة القصف المدفعي والصاروخي من قبل القوات الحكومية المرابطة بمعسكر “الصمع” بمديرية أرحب على العديد من القرى القبلية التابعة لمنطقة “الشعب” .


 

وأكد الشيخ محمد منصر علي الأزرق، أحد الوجاهات القبلية بأرحب في تصريح ل”الخليج” أن نخبة من مشائخ مديريتي “أرحب ونهم” بادرت إلى تشكيل وفد للتفاوض مع عدد من قادة ألوية الحرس الجمهوري بهدف التفاهم معهم وإقناعهم بوقف عمليات القصف المدفعي والصاروخي للعزل والقرى الآمنة مقابل التزام القبائل بالتهدئة ووقف إطلاق النار، إلا أن هذه المبادرة باءت بالفشل نتيجة رفض قادة ألوية الحرس الجمهوري التفاوض لاعتبارات تتعلق بكون الألوية العسكرية المرابطة في مديرية أرحب تنفذ توجيهات القيادة المركزية التي يرأسها النجل الأكبر للرئيس صالح العميد أحمد علي عبدالله صالح ولا يمتلك قادتها صلاحيات تتجاوز الإشراف على سير تنفيذ التوجيهات الصادرة .


 

واتهمت قبائل أرحب ونهم قوات الحرس الجمهوري باستحداث نقاط احتجاز جديدة على الطرق المؤدية إلى المديرتين والقيام باعتقال وقتل العديد من المحتجزين الذين تم إيقافهم من قبل هذه القوات أثناء مرورهم بهذه النقاط المستحدثة التي بات يطلق عليها من قبل أهالي المديرتين اسم “نقاط الموت” .


 

من جهة أخري تشهد مدينة تعز، جنوبي العاصمة صنعاء، وصول تعزيزات عسكرية وأمنية من قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي لتعزيز صفوف القوات الحكومية الموجودة في المدينة إثر تجدد المواجهات المسلحة بين الأخيرة ومجاميع قبلية مسلحة في عدد من الأحياء المتفرعة والمتاخمة لشارع الستين بالمدينة وأنحاء من مديرية “المعافر” .


 

وأكد الناشط البارز في ساحة الحرية بتعز مصطفي محفوظ علي الدبعي في تصريح ل”الخليج” أن مجاميع من “القناصة” عاودت التمركز على أسطح العديد من المباني والمنشآت المرتفعة بمديرية القاهرة المتاخمة لشارع “صافر” الذي يقع فيه مقر مديرية أمن تعز .


 

وأشار الدبعي إلى أن أرتالاً من الدبابات والسيارات المصفحة وناقلات الجند شوهدت وهي تتجاوز المدخل الحدودي للمدينة قبيل أن يتمرس العديد منها في مواقع متفرقة ومجاورة لمقري محافظة تعز والقصر الجمهوري، منوها بأن مساعي إحلال التهدئة بتعز لاتزال متعثرة بسبب رفض مدير أمن تعز العميد عبدالله قيران وقائد قوات الحرس الجمهوري بالمدينة التوقيع على اتفاقية الالتزام بالتهدئة التي تقضي بسحب القوات العسكرية من المدينة وانحصار الوجود الأمني على قوات الشرطة والنجدة والمرور .

زر الذهاب إلى الأعلى